
خدمة متكاملة لاستخراج صك الناظر – بخطوات نظامية وشهود معتمدين بقلم: علاء أبو أنس الخميس 16 ربيع الآخر 1447هـ الموافق 9 أكتوبر 2025م يُعد صك الناظر من أهم الوثائق النظامية المرتبطة بإدارة الأوقاف في المملكة العربية السعودية، فهو الصك الذي يُثبت تولية الناظر على الوقف، ويُعطيه الصلاحية القانونية لإدارة شؤونه وتنفيذ مقاصده الشرعية والإدارية، بما يحقق حفظ الأصول وتنمية الريع وصرفه في وجوه البر والإحسان التي حدّدها الواقف. تبدأ إجراءات استخراج صك الناظر عادةً بتقديم طلب رسمي للمحكمة المختصة، يوضح فيه مقدم الطلب بيانات الوقف وأصل صكه، وأسماء الواقفين، والجهة التي يرغب في توليتها. ويُرفق بالطلب ما يُثبت صفته أو علاقته بالوقف، مع حضور الشهود والمعدّلين لإثبات الواقعة شرعًا أمام القاضي. ويُراعى في هذه الإجراءات الدقة في تدوين بيانات الوقف، وتحديد الناظر بدقة، والتأكد من أهليته وقدرته على إدارة الوقف بما يحقق مقاصده، حيث تُعد هذه الخطوة ضمانًا لاستمرار الوقف على الوجه الصحيح، ومنع أي تصرفات قد تُخلّ بمقصود الواقفين أو بحقوق المستفيدين. تسعى الجهات العدلية والوقفية إلى تسهيل هذه الإجراءات من خلال المنصات الإلكترونية، مثل منصة “ناجز” وهيئة الأوقاف، مما يسهم في تسريع استخراج الصكوك، وتحقيق الشفافية والموثوقية في التعاملات الوقفية. رسالة ختامية: إن استخراج صك الناظر ليس مجرد إجراء نظامي، بل هو عمل شرعي وأمانة عظيمة، لأن الناظر يقوم مقام الواقف في تنفيذ مقصده، ويحمل أمانة إدارة مالٍ لله تعالى، قال رسول الله ﷺ: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: "صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له". فالوقف من أعظم الصدقات الجارية، والناظر الأمين شريك في أجر الواقف ما دام يعمل بصدق وعدل وإخلاص، يسعى لحفظ الوقف وتنميته وصرف ريعه فيما يُرضي الله تعالى وينفع الناس.
